

الحمد الله ..
كنز من كنوز الدنيا .. وما ألطفه من كنز
الحمد الله ..
ذكر يسعد اللسان ..ويروي شراين القلب ..
ليجري في عروقنا .. الرضا ..والطمأنينة .. والأٌنس
الحمد الله..
كم مرة فزنا بهذا الكنز في حياتنا
كم من لحظات سعيدة مرت بنا .. وقلنا الحمد الله
كم من لحظات مريرة مرت بنا .. وقلنا الحمد الله
كم مرة شعرنا بمعنى الحمد الله في كل مرة نؤنس بها فؤادنا
هل فعلا نفهم معنى "الحمـــد اللــه"
في يوم ممطر جدا ..قارص البرودة
كنا مكلفين للذهاب لأسرة مسكينة مكونه من 8 أفراد ..
واجهنا صعوبة شديدة للوصول اليهم .. فقد كان علينا عبور طرق مغمورة بمياة الأمطار مختلطة مع مياة المجاري
وكنا نتمنى الوصول سريعا الى منزل هذه الأسرة لنحتمي من مياه الامطار
وعندما وصلنا الى الممر الاخير الى باب المنزل .. خابت أمالنا ... فالممر ما كان سوا حفرة غرقت بالماء وكان المرور عليها صعب جدا
وجدنا المنزل يصرخ ويستنجد بمن ينقذه .. فقد غرق المنزل .. وتتساقط قطرات الماء من سقف المنزل المبني من خوص ليغرق السرير الوحيد للأسرة ومرتبة الأريكة المحال الجلوس عليها بعد تدميرها بالماء .. والغريب ان الأسرة كانت تضحك وقابلونا بسرور وترحاب كأن هذا شيء طبيعي
وقفت أنا وصديقاتي بداخل كل منا شعور غريب ..واحساس متضارب
فنحن نتألم لحال هذه الأسرة المسكينة .. وسعداء بأن لنا مكان امن "منزلنا" لم تغرقه مياه الأمطار
انهينا عملنا بصمت ومضينا كل منا الى منزله .. ذهبت ركضا إلى سريري ودفنت نفسي داخل الغطاء وأنا أرتجف ..ليس لأن الجو كان قارص البرودة لا .. كنت ارتجف وأنا أقول الحمد الله الحمد الله الحمد الله ..وأتخيل وانا بين يدي الله سبحانه وتعالى وهو يقول لي ألم انعم عليكِ.. ألم أوفر لكِ الامان .. ألم أحميكي .. ؟؟ فهل شكرتي ؟؟
وجلست أفكر كيف أشكر الله .. هل بلساني .. هل بقلبي.. هل بعملي .. ؟؟
سأترك لكم هذه السيدة المسن لتعلمنا كيف نشعر بنعم الله علينا وكيف نقول الحمد الله تخرج من قلوبنا مطمئنين بها راضين عن الله